يعتبر الوعي بالأبعاد الفكرية والحضارية وامتلاك المعرفة التاريخية والإستراتيجية في تقاطعاتها الاجتماعية والنفسية والدينية والسياسية، الوقود الوحيد الضامن لاستمرار النضال من أجل القضية الفلسطينية وجعلها البوصلة الوطنية والإنسانية والأخلاقية للأمة الإسلامية ولكل أحرار العالم، فالباحث العلمي والمناضل السياسي والناشط المدني في زماننا لا يستطيع أن يكون وطنيا حقا ولا عروبيا حقا ولا إسلاميا ولا أمازيغيا حرا حقا، إذا تخلى عن قضية فلسطين وانحاز إلى تبرير التصهين والاحتلال والتطبيع وتجريم خيار المقاومة؛ ذلك أن افتقاد هذا الوعي الإستراتيجي المركب يؤدي إلى حالة من الشيخوخة الروحية والاستسلام النفسي والمعرفي لتصورات الغالب وقيمه ومنطقه والممزوج بنمط من”الخيانة الحضارية”، آخر ثماره البروز الجلي لتيار ثقافي وسياسي عربي متصهين الوجهة والمسار والتكوين والاستراتيجيات، يتبنى الأطروحة الصهيونية في المنطقة ومقولاتها التضليلية محاولا إسقاط مفاهيم المقاومة والحق والتحرير من المعجم العربي والفلسطيني والإسلامي والهجوم الشرس على أي خطاب يستند عليها في بناء رؤيته لتحرير فلسطين.
إن تغييب البعد المعرفي والرؤية الحضارية لا يمكننا من فهم طبيعة الصراع القائم في المنطقة ووعي خطورة المشروع الصهيوني وأبعاده وسياقاته ومقولاته وأساطيره وجذور الفكر الصهيوني الفلسفية والدينية وأصوله التاريخية، ولا يجعلنا نمتلك القدرة على تقييم مسار الحركة الوطنية الفلسطينية وخياراتها وأعطابها، والاعتبار من مسار حركات التحرر الوطني وتجاربها، فبالأحرى وعي موازين القوى وطبيعة البيئة الإقليمية والدولية، واستراتيجيات الفاعلين المحليين والدوليين.
إن الرؤية الحضارية في مركزية فلسطين ونموذجها الانتفاضي ضمن الصراع الجذري مع الاستعمار الصهيوني الاستيطاني الإحلالي، ليست شعارات أو استعراضات غثائية أو مواقف خطابية وحماسية أو حالات عاطفية اندفاعية أو انطباعية تنسج بخطاب ديني اختزالي، بل هي “رؤية إستراتيجية حضارية تعبر عن وعي المكان وعبرة الزمان وسعي التدبير وأصالة الالتزام”[1].
إن هذا هو المعنى الثاوي في التفكير المنهجي ضمن رؤية حضارية مركبة تقتضي الوعي المركب بالآخر/العدو والتعرف العلمي على مشروعه وآلياته ومناهج تفكيره وحركاته ونفسياته والفلسفات المؤطرة لفكره وسوسيولوجيا استيطانه وبنياته الاجتماعية والاقتصادية وجغرافيا تمدده في المحيط، تفكيكا ودراسة وتحليلا واستشرافا، فهذا من شروط المواجهة والمقاومة، ومن الوعي الحارق بالتحديات القائمة في جسد الأمة وتدقيق طبيعة الاستجابة لها.
صحيح أن العاطفة النبيلة مهمة وضرورية لكنها غير كافية، بدون سند عقدي ومعرفي واستراتيجي يحول الاندفاع العاطفي والطاقة الغضبية إلى استراتيجيات ومؤسسات وبرامج للدعم والتأهيل والنصرة والمبادرة المدنية والشعبية، ومن هنا تتحول المعركة إلى مجال العقل والذاكرة والوعي بنظام المعاني والوجود، فيكون للمقاومة معنى متجدد يشمل المعلومة والفكرة والتاريخ في ظل محاولات صهينة العقول وتزييف الحقائق وتهويد الذاكرة والتطبيع والاختراق الصهيوني.
والسبب في ذلك، أن المعركة بعد أن تتوقف على الأرض مؤقتا أو تتوارى المدافع وأصواتها وتتراجع الآليات العسكرية، تنتقل المعركة إلى مجالات الثقافة والوعي والمعنى والرمز، وإلى”ساحات المعاني والمفاهيم ليستكمل العدو/الاستعمار غزو الأرض واغتصاب الوطن بغزو العقول واغتصاب الأحلام وفرض خطابه ومعانيه وروايته”[2]، وهذه الحرب الصامتة هي الأخطر حضاريا وسيميائيا ورمزيا، لكنها الأقل ضجيجا مقارنة بالعدوان المباشر الذي يستجلب سريعا الكتلة العاطفية المندفعة وينتهي تدفقها بنفس سرعة غضبها على الدماء والهدم والقتل المادي فيعود إليها الفتور وتستسلم لخدر لذيذ يؤدي فيه الإعلام والصورة دورا مركزيا في صناعة المشهد الموحي بالنهايات السعيدة.
إن الاشتغال المعرفي على دراسة الفكر الصهيوني وتياراته في علاقته بالقضية الفلسطينية، أو محاولة الوعي بالدلالات الثقافية والحضارية للانتفاضة الفلسطينية التحررية وامتداداتها، ليس من باب الترف والانصراف عن هموم القضية نضاليا وسياسيا وميدانيا بل هو في صلب الانشغال الطويل المدى الذي يسير ببطء لكنه يترك الأثر النافع ويورث للأجيال القادمة وينعش الذاكرة ويسقي الوعي ويغرس القيم ويثبت المعاني، إذ أن السؤال الاستراتيجي المطروح هو: هل ندرس الكيان الصهيوني كما يدرسنا؟ كم من زعيم سياسي أو فاعل مدني أو مناضل أو تيار اطلع بتفحص على موسوعة المسيري، ورتب نظرته للكيان الصهيوني بناء على نماذج المسيري المعرفية والتفسيرية؟
إن الهدف من العملية البحثية ليس فضح الكيان الصهيوني، وإنما فهمه وإدراك آلياته ، وفق رؤية شاملة ومتكاملة ومركبة لتاريخه ونفسيته وفلسفته وحركته الداخلية والخارجية حتى يمكن التصدي له، ووفق إدارة ناجحة للصراع من خلال التسلح برؤية دقيقة وعميقة للمعركة على كافة أوجهها ومستوياتها؛ وبهذا المعنى، يصبح الجهد البحثي المعرفي شكلاً من أشكال المقاومة والجهاد، فمن خلال الدراسة يتعمق فهمنا لهذا الكيان الاستيطاني الإحلالي بحيث تتحسن كفاءتنا في المواجهة معه وإلحاق الهزيمة به، وبذلك تتحول الحقيقة إلى عدل[3].
تبرز أولوية المسألة الثقافية عند العدو الصهيوني من منظور صراعه مع أمتنا حول المقدسات والتراث والهوية، في تصريح دال لموشي ديان بعد اقتحامه يوم 8 حزيران 1967 للقدس الشرقية وهو يخطب واضعا رجله على حجر من الحجارة المقدسة في المدينة العتيقة، قائلا:”إنني قد أقبل أن يصبح الفلسطيني طيارا عسكريا أستأمنه على قاذفة حربية محملة بالقنابل، ولا أقبل أن يكون دليلا سياحيا، للزوار الأجانب، هنا في القدس العتيقة”، وفي هذا النص إدراك واضح لمركزية البعد الثقافي والعمراني والتاريخي في الصراع حول المكان والعمران والذاكرة ودلالاته[4].
وقد بين بوضوح وبالدليل الأركيولوجي “كيث وايتلام” في كتابه المتميز:”اختلاق إسرائيل القديمة، إسكات التاريخ الفلسطيني” خطورة التزوير الثقافي للعقول وللحقائق العلمية والتاريخية الصلبة، حيث تشير أطروحة الكتاب إلى أن موضوع نشوء الكيان الإسرائيلي وجذوره التاريخية في النموذج المعرفي للحقل التاريخي والأركيولوجي ينبني على تزييف التاريخ القديم للمنطقة على أيدي الباحثين التوراتيين الذين ينافحون على فكرة وجود مملكة إسرائيلية عظمى حكمها داوود ثم سليمان في فلسطين حوالي سنة 1200 ق.م، وهي فترة الانتقال بين العصر البرونزي المتأخر وأوائل العصر الحديدي، ذلك أن الأطروحة الجوهرية التي تركز عليها الدراسات التوراتية التي ظهرت مابين القرن 19 و20 هو اعتبار “مملكة إسرائيل القديمة” حقيقة تاريخية لا جدال فيها، ومن ثم التأكيد على وجود استمرارية تاريخية مباشرة بين هذه المملكة القديمة في بداية العصر الحديدي والكيان الإسرائيلي الحديث؛ حيث تسعى هذه الدراسات إلى توظيف أحداث التاريخ القديم في خدمة الأطماع السياسية الصهيونية المعاصرة وطمس أي معالم للاستمرارية في تاريخ الشعب الفلسطيني بين الماضي والحاضر[5].
يعتبر كيت وايتلام[6] أن خطاب الدراسات التوراتية “يشكل جزءا من شبكة معقدة من الدراسات العلمية التي عرفها إدوار سعيد بأنها خطاب استشراقي. والتي تجاهلت تاريخ فلسطين القديم وأسكتته عمدا نظرا لأن مجال اهتمام هذه الدراسات هو إسرائيل القديمة التي تم فهمها وتصويرها على أنها منبع الحضارة الغربية”[7]، فهو يمثل شبكة متداخلة وقوية من الأفكار والمسلمات التي يعتقد ممارسوها أنها نتاج الدراسات العلمية الموضوعية بينما في الحقيقة ما هي إلا ممارسة للهيمنة وتزييف الحقائق وتهويد للمعرفة[8]، وبالتالي نفهم كيف تم اختراع إسرائيل القديمة من خلال سيطرة المسلمات والنماذج المعرفية للدراسات التوراتية منذ نشأتها على الخطاب العلمي والأكاديمي الغربي وصهينة العقل الأكاديمي والجامعي الأوروبي[9]، فأكبر المعوقات ضد تحقيق تاريخ فلسطين القديم بعد تحريره من قيود الدراسات التوراتية أنه سيظل حكرا على العلوم الغربية ومركزيتها في إدراك العالم وبناء الحقائق[10].
لكن وايتلام يبين في مؤلفه أن هذا مجرد وهم زائف، ويدعو إلى إحلال نموذج معرفي جديد مشيرا إلى أن إسرائيل التاريخية هذه ليست إلا لحظة عابرة في مسيرة التاريخ الحضاري لفلسطين القديمة، كما يدعو الباحثين إلى الاهتمام بتاريخ فلسطين القديم كحقل للدراسة مستقل وقائم بذاته، وليس بوصفه خلفية لتاريخ إسرائيل ويهودا أو فترة الهيكل الثاني اليهودية، كما هو حاصل في الدراسات العلمية التوراتية المهيمنة التي أسكتت التاريخ الفلسطيني القديم ومنعته من التعبير عن نفسه ووجوده واستبعدته[11]، مستخدمة ما سماه المسيري بـ”الحقائق الكاذبة” بوصفه مصطلحا متداولا في المعجم الغربي يشير إلى حقائق غير مزيفة، ولكنها ليست كاملة، أي أن الحقيقة الكاذبة هي حقيقة جزئية، ومن ثم يمكن توظيفها لتوثيق أي أطروحة مهما كان زيفها، ولتبرير أي سلوك مهما كان ظالماً”[12].
إن التركيز على الوجود اليهودي في فلسطين رغم هامشيته مع تجاهل الوجود العربي تماما، حتى تبدو فلسطين كأنها أرض فارغة من أهلها وأنها تنتظر عودة اليهود إليها[13]، يعكس طبيعة الرؤية الصهيونية التي تعد في جوهرها “رؤية معادية للتاريخ” بمعنى إعادة كتابة التاريخ وفق هذه الرؤية، سواء تاريخ العرب أم تاريخ أعضاء الجماعات اليهودية أم تاريخ أرض فلسطين؛ في محاولة من جانبهم لفرض رؤية تاريخية جديدة تسوغ مسألة اغتصاب فلسطين ليصبح مجرد حق في عودة إلى فلسطين، ويصبح المستوطنون الصهاينة مجرد حركة قومية تود استرداد الأرض أو تخليصها[14]؛ وهذا ما جعل “كيت وايتلام” يدعو في مشروعه إلى ضرورة كتابة التاريخ الفلسطيني القديم من منظور فلسطيني، يهدم الحجة الأساسية للصهيونية القائلة بالعودة إلى أرض الأجداد[15].
إن توظيف الثقافة والمعرفة في خدمة الإمبريالية والصهيونية، قائم على فلسفة الحرص على امتلاك المعرفة والعقل الاستراتيجي المركب المؤدي إلى القدرة على المبادرة والاستباقية والفاعلية الحضارية، لأن المعرفة تخيف دائما “الغالب” فيحرص على توظيفها ضد المغلوب، لأن وعيه بها يحرره ويشجعه على الكشف وتحطيم الأسطورة ومساءلة نظام الأشياء القائم، ويذكي فيه فضيلة التمرد والممانعة، فيضيف المعرفة إلى الإرادة واليقين والإيمان فيغير قوانين المعركة وموازين القوى وطبيعة الصراع واتجاهاته لصالحه[16].
فهل نتعلم من القيم الحضارية للنموذج الانتفاضي معاني الصبر والتخطيط والإنصاف والاستعداد الشامل والحكمة والوفاء والإحسان والتطوير المستمر والتضحية المبدعة وتقدير الوقت والإيمان بالإنسان وتثمين التراب واستثمار العقول والإبداع والحرص على الوحدة ومجاوزة حالة الطائفية والغثائية والانقسامات المذهبية؟
وعليه، تنقدح أسئلة ما بعد العدوان على غزة وانتصار إرادة المقاومة، التي ينبغي أن تصاحبنا في مسار الصراع مع الصهيونية وتياراتها، إنها لحظة استئناف البناء الاستراتيجي والتفكير المستقبلي والتنشئة الاجتماعية والسياسية والتربية الفكرية على أن يظل وهج القضية مشرقا، والخروج إلى أفق جديد ينتقل من سؤال لماذا؟ إلى طرح سؤال كيف؟ ونطرح بعض من هذه الأسئلة:
– كيف يمكن استثمار العواطف الجياشة والمتدفقة من أجل بناء مبادرات مؤسساتية إستراتيجية من أجل فلسطين والقدس وغزة؟
– كيف يمكن تحويل الاندفاعات العاطفية الإيجابية والطاقات الشابة المحتفية بنصر المقاومة إلى إنجاز مشاريع للدعم والنصرة في شكل مبادرات ثقافية وإعلامية ومدنية وشعبية وشبابية ومراكز فكرية وبحثية تتجاوز الموسمية وردود الفعل بهدف تحويل المقاومة إلى فعل وطني مستمر مناهض لتيارات الصهينة والتطبيع والاختراق؟
– كيف يمكن استثمار لحظة فارقة على طريق التحرير من أجل استعادة المبادرة الإستراتيجية للأمة في بناء ثقافة المقاومة والممانعة وحركة التحرير والنهوض والتفكير في برامج طويلة الأمد للتأهيل الثقافي والتكوين التاريخي والمعرفي والتنشئة الاجتماعية والسياسية والتأطير الرسالي لتوريث القضية استراتيجيا للأجيال من مختلف الأعمار وحماية ذاكرتها من التزييف والتهويد والنسيان السريع؟
– كيف يمكن تحويل الأعمال التي أنجزها المسيري بخصوص الصهيونية، خاصة موسوعة “اليهود واليهودية والصهيونية”، إلى إستراتيجيات وسياسات وخطط عمل؟
[1] سيف الدين عبد الفتاح، هامش على متن مقالة وليد سيف: الرحم الحضاري.. معركة الذاكرة الحية وصراع المعانى، مركز الجزيرة للدراسات
[2] وليد سيف، الصراع على المعاني.. الصراع على الوجود، مركز الجزيرة للدراسات. وراجع أيضا: وليد سيف، غزة الفاضحة..معركة المعاني الجزيرة نت.
[3] عبد الوهاب المسيري، كيف نفهم الكيان الصهيوني؟ جريدة الاتحاد الإماراتية، 2003.
[4] يمكن الرجوع إلى في هذا الصدد إلى: أبوزيد المقرئ الإدريسي، فلسطين وصراع الإرادات، سلسلة اخترت لكم، منشورات عيون الندوات، طبعة 2001 ص15. وأيضا: محاضرات أبوزيد المقرئ الإدريسي العديدة حول تاريخ القضية الفلسطينية وخياراتها وأبعادها الثقافية والحضارية والسياسية.
[5] انظر: سحر الهنيدي(مقدمة المترجم) في: اختلاق إسرائيل القديمة: إسكات التاريخ الفلسطيني (كيت وايتلام) سلسلة عالم المعرفة، عدد 249 سبتمبر 1999، ص 8-15-16 بتصرف. يمكن الرجوع أيضا إلى: ممدوح عدوان، تهويد المعرفة، دار ممدوح للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 2007.
[6] أستاذ الدراسات الدينية ورئيس القسم بجامعة استيرلنج في سكوتلاندا.
[7] انظر: كيت وايتلام، اختلاق إسرائيل القديمة: إسكات التاريخ الفلسطيني، سلسلة عالم المعرفة، عدد 249 سبتمبر 1999، ص26.
وقد صدرت نسخته الإنجليزية في ماي 1997:
Keith W. Whitelam; The Invention of Ancient Israel: The Silencing of Palestinian History
كما نقلت صحيفة Times Literary Supplement تصريحا للمفكر إدوارد سعيد في 21 نوفمبر 1996 حول أفضل كتاب قرأه ذلك العام فأجاب :”إنه كتاب كيث ويتلام، عمل أكاديمي من الطراز الأول، أسلوبه بالغ الدقة، وكاتبه يتمتع بجرأة كبيرة في نقده لعديد من الفرضيات حول التاريخ التوراتي”.
[8] كيت وايتلام، نفسه، ص29
[9] كيت وايتلام، نفسه، ص28
[10] كيت وايتلام، نفسه، ص32
[11] سحر الهنيدي، المترجم، مرجع سابق.
[12] عبد الوهاب المسيري، “المعسكرات النموذجية” والحقائق الكاذبة، جريدة الاتحاد، السبت 23 فبراير 2008
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=34747
[13] عبد الوهاب المسيري، الصهيونية واليهودية، سلسلة حوارات، الجزء الرابع(تحرير سوزان حرفي)، دار الفكر، طبعة 2013 ص60.
[14] عبد الوهاب المسيري، الصهيونية واليهودية، نفسه.
[15] راجع تقديم المترجم سحر الهنيدي، مرجع سابق.
[16] راجع في هذا السياق: المهدي المنجرة، انتفاضات في زمن الذلقراطية، البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 2001. وأيضا: إدوار سعيد، الثقافة والإمبريالية، دار الآداب، الطبعة الثالثة، 2004.