تحت ضغط دعاية ضخمة لا تناسب الوزن العلمي للداروينية سلم بعض المفكرين والعلماء المسلمينبما تزعمه من أن الإنسان مجرد فرع من فروع عملية التطور التي لا تستثني حيا على وجه الأرض، وتأولوا لتأييد مذهبهم الآيات التي تحكي خلق آدم، وكأن نظرية التطور الداروينية حقيقة علمية لا جدال فيها.
ولا يخفى على ذي ذوق عربي عارف بالسياقات القرآنية التي وردت فيها قصة خلق آدم ما تورط فيه أولئك المتأولون من التعسف والتناقض لإثبات اتصال الإنسان بشجرة التطور، ولكن حمل القرآن على المذاهب والمعتقدات مهما بعُدت أمر جرى به عرف المسلمين منذ زمن بعيد، حتى وجدنا الفكر الإسلامي زاخرا بكل مخلفات الملل والنحل، ولذا هان القرآن على أهله، وتجرؤوا على معاندة صريح دلالاته.
سنحاول في هذا المقال إن شاء الله أن نقف على دلائل قرآنية قاطعة بأن آدم أبا البشرية لا صلة له بنظرية تطور الأنواع، ثم نشفع ذلك بوقفة ثانية عند مسألة ذات شأن قل من التفت إليها في هذا الباب، ألا وهي مسألة الغرائز الإنسانية، وكيف تتحدى التفسير الدارويني للظاهرة الإنسانية تحديا معجزا.