ماهر الملاخ [1]وإلياس الملاخ[2]
مقدمة الترجمة:
يهدف التاريخ التطبيقي Applied History إلى تطبيق الأفكار المستندة إلى دراسة الماضي، في سبيل تقديم أجوبة على تحديات الحاضر، وخاصة في مجال صنع السياسات العامة والخاصة، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بمجال التاريخ العام. ويختلف التاريخ التطبيقي عن التاريخ العام، بكون مجاله هو أكثر تركيزا على العمل المرتبط بتطوير السياسة الداخلية والخارجية للدول.
ويرجع مصطلح “التاريخ التطبيقي” إلى سنة 1990، حيث اقترحه المؤرخ بنيامين شامبو (1871-1940)، وهو عضو مؤسس للرابطة التاريخية لوادي المسيسيبي، والتي أصبحت تسمى فيما بعد “منظمة المؤرخين الأمريكيين”. وحين أصبح شامبو مديرا “لجمعية التاريخ” بولاية أيوا، أصدر منشور: “التاريخ التطبيقي”، وهو عبارة عن سلسلة استمرت حتى عام 1930. وقد عرّف شامبو عبرها بمفهوم “التاريخ التطبيقي” باعتباره استخداما للمعرفة العلمية والخبرة التاريخية من أجل حل المشاكل الآنية. وهو عمل من شانه أن يشكل مرجعا للعمل التشريعي ولتحليل السياسات، إضافة إلى إنشاء الأرشيفات العامة ومراقبتها، وممارسة التاريخ الحكومي والمحلي.
واليوم، بدأت تتكاثر البرامج الأكاديمية، في التاريخ التطبيقي، بالجامعات الغربية خصوصا. حيث تضم جامعة شيبنسبورغ مركزًا للتاريخ التطبيقي، كما أن هناك مشروعا آخر للتاريخ التطبيقي في مركز بلفر للعلوم والعلاقات الدولية في جامعة هارفارد كينيدي. هذا المركز الذي ينتمي إليه العالمان المؤرخان غراهام أليسون ونيال فيرغسون، واللذان صاغا هذا المانيفست الذي بين أيدينا.
وتأتي ترجمة هذا النص إلى اللغة العربية، كأول عمل، حسب استقصائنا، لتقريب هذا المجال من القارئ العربي عموما، ومن المختص في المجال التاريخي والسياسي خصوصا. اعتقادا منا بأن الأمة العربية، وبالرغم من إدمان الخاص والعام على استدعاء التاريخ، إلا أن هناك ضعفا واضحا في اعتماد منهجية نظرية تنظم ذلك الاستدعاء، وتجعله أكثر علمية ونجاعة.
يحدو هذه الترجمة أمل، في أن يتحرك الاهتمام الأكاديمي بهذا المجال، ليجد مساحة وافرة في الجامعات ومراكز البحوث العربية، في أفق توظيفه في إنشاء مؤسسات الأرشيف التاريخي، والمجالات التشريعية وتحليل السياسات الحكومية.
وفيما يلي متن النص المترجم[3]:
لتحميل الترجمة كاملة اضغط هنا