يعرف المجتمع المغربي على غرار باقي المجتمعات الإنسانية انتشار وباء كورونا والذي أسهم في إحداث تغيرات وديناميات سوسيو-ثقافية واقتصادية متعددة، خالقاً بذلك أزمة حقيقية حسب منظمة الصحة العالمية لم يشهد لها العالم مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية بالنظر لما خلفه من أعداد الوفيات، ونتيجة لخطورته فقد حاول المجتمع المغربي منذ البداية الانخراط في تدابير احترازية صارمة من أجل مواجهته مستفيدا بذلك من تجارب بعض الدول التي اجتاحها ذات الوباء مبكراً كالصين، ايطاليا وفرنسا.. ومن التدابير الاحترازية الرامية للحد من انتشاره نذكر تطبيق قانون حظر التجول وفرض حالة الطوارئ من أجل المصلحة العامة للمجتمع، ومما لاشك فيه أنها أسهمت نسبيا في عدم خروج الفاعلين المحليين من منازلهم إلا للضرورة القصوى، لكن الملاحظ أن هناك فئات اجتماعية قد تنكرت لتلك التدابير كمشهد سلبي يعيق ويقاوم قانون الطوارئ الصحية، غير آبهين لخطورة الوباء، وهو الشيء الذي يجعل نجاح الضوابط الاحترازية سطحية وجزئية لا تبلغ مستوى التغير الشمولي المرغوب فيها، ولعل ذلك في نظرنا يرجع بالأساس لعناصر الثقافة اللامادية التي اكتسبها الأفراد الاجتماعيين وتمثلاتهم للوباء وللحجر الصحي المنزلي، والتباعد الاجتماعي دون إغفال أهمية المتغير الاقتصادي، وتبعا لذلك سنحاول في هذه المقالة المتواضعة فهم خصوصيات تلك الثقافة المضادة لحالة الطوارئ التي فرضتها السلطات الأمنية، وفي مقام ثاني سنشخص أبرز السلوكيات اللاواعية في صفوف بعض الفئات الاجتماعية، وكيف تعيق نجاح وبلورة الجهود الرامية للحد من انتشار الوباء، ومن وراءها سنحاول فهم ردود الفعل الرافضة والمقاومة بالبث والمطلق من قبل الفاعلين الاجتماعين لذات التباعد الاجتماعي كتغير طرأ في البناء الاجتماعي للمجتمع، وتأسيساً على ما سبق واعتباراً لما سلف، يبرز إشكال موضوع مقالتنا فيما يلي: ما طبيعة مصادر الاستجابة السلبية أو المقاومة التي تصدر عند بعض الفاعلين الاجتماعين إزاء الحجر الصحي بالمجتمع المغربي؟ وبصيغة أخري كيف تلعب بعض العوائق السوسيو_ثقافية دوراً أساسياً في إعاقة جهود الدولة الرامية من أجل إبطاء وثيرة الوباء والحد من انتشاره؟
يؤكد الباحث والعالم الأنتربولوجي ليفي ستراوس أنه “على الباحث عندما يدرس يجب أن لا ينسى أنه يعيش وعندما يعيش لا ينسى أنه يدرس”، وبهذه المقولة يختصر آلية عمل الباحث الاجتماعي في مقاربته للواقع الذي يعيش فيه، ولعلها مهمة أساسية في متابعة السوسيولوجي لكل ما يدور حوله، ويكون معنيا به عبر إعادة النظر في دلالات ما يحدث من قضايا في عالمه[1]، وقياسا على المقولة السابقة فقد افترض التطور العلمي تبصيرا أعمق للموضوعات السوسيولوجية ومعايشة الحالة دراسيا-عملاً بمقولة ستراوس، ولعل ذلك كان بمثابة منطلقنا الأساسي الذي انطلقنا منه في محاولة تناول موضوع مقالنا الموسوم بالثقافة اللامادية بالمجتمع المغربي ودورها في مقاومة حالة الطوارئ التي فرضها فيروس “كورونا” الذي نصرح من خلاله في البداية أن أغلب ما جاء فيها هو عبارة عن نتائج معطيات ملاحظات استطلاعية في الميدان الواقعي وحتى الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في ذات السياق، إن الانشغال بالسؤال الراهن “كورونا” كظاهرة اجتماعية اجتاحت العالم يطرح علي الباحث صعوبات عديدة تتجلى في البداية في صعوبة قراءة الحاضر أو بصيغة أخري التفكير فيه جيداً كما أكد ذلك السوسيولوجي الفرنسي ميشيل فيز( Michel Fize) [2]، وتبعا لذلك فليس من السهل إذن إخضاع جائحة فيروس كورونا للدراسة العلمية الرصينة خاصة وأنها ما زلت في الحاضر جاريًة، و تنكشف أمام أعيننا، ولم تنته بعد، هذا وتتمثل الصعوبة الثانية بالنسبة له في فهم موضوع الدراسة بدون عواطف وميولات؛ أي بشكل بارد تقريبًا. ويقترح من أجل القيام بذلك ما يلي: يجب على الباحث في علم الاجتماع أن ينأى بنفسه عن موضوعه ويأخذ مسافة حذرة، ولا يقدم تفسيرات لحظية جاهزة، فقط عليه أن يحاول الفهم (بالمعنى الفيبيري للمصطلح نسبة إلى ماكس فيبر) لما يحدث أمام عينيه، للعثور على المعنى الذي يعطيه الناس لكل ما يفعلونه[3]، وللإشارة فالمنهج الفيبري الفهمي يقوم بتأويل الظواهر الاجتماعية بهدف الإحاطة بدلالة الفعل الإنساني ورصد معناه والغاية منه.
لقد أشار منظّر “مجتمع المخاطر” ، أولريش بيك (1944-2015)على أننا في عصر عولمة المخاطر ذات الأبعاد العالمية التي هي نتاج المرحلة الأكثر تقدماً في أسلوب حياتنا [4]، ولعل انتشار فيروس كورونا في العالم ليس إلا مجرد نموذج يوضح ذلك بجلاء كما يبين طبيعة الترابط الشديدة لمجتمعاتنا المعاصرة والمتشابكة بسبب فيروس كورونا، وقد أصبح التهديد أمراً أساسياً لطريقة حياة البشرية ولم يعد هناك أي إمكانية لاستبعاد أي خطر على الإطلاق يهددها.
في ضوء ذلك، إن الإنسان حسب أرسطو كائن اجتماعي سمته الأساسية الارتباط والتضامن الجماعي، وذلك من أجل إرضاء غريزته للاجتماع مع الآخرين، وحاجته أيضا لاحتضانهم، ومن ثم فهو محتاج لدفء الالتقاء والتواصل معهم من أجل التغلب على فرديته، ولكن الجدير بالانتباه على أن التقارب الاجتماعي بين الأفراد في ظل انتشار وباء كوفيد 19 قد بات مسألة صعبة لا يمكنهم التعبير عليها وذلك باسم الحجر الصحي المنزلي الذي فرضته الدولة وأجهزتها الأمنية، حيث أنهم مدعوون لوضع أنفسهم في عزلة وفي تباعد اجتماعي ما أمكن ذلك، وبالتالي البقاء في المنزل ومنع أنفسهم من الزيارات، والتجمهرات الشعبية بالنظر إلى ما قد يرافقها من تداعيات كارثية، وهو العلاج الأفضل والطريقة المثلى للوقاية وكذا منع تفشي فيروس كورونا المستجد ومحاصرته، هكذا يمكننا القول على أن دورهم حاسم من أجل التحكم في انتشاره وتفادي تداعياته ومخاطره على الصحة العامة، إلى أنه بالمقابل من ذلك تطفو على السطح مجموعة من السلوكيات اللاواعية والانفلاتات من قيود حالة الطوارئ والحجر الصحي، ولعل بعضاً من عناصر الثقافة اللامادية التي درج عليها الناس قبل تفشي وباء كورونا وإعلان حالة الطوارئ مازلنا نلمس وجودها بالاستناد لبعض الوقائع الاجتماعية، وفي نظرنا هي من تخلق صعوبة في ملازمة المنازل، وعدم الانضباط للتعليمات الرامية للحد من انتشار الوباء.
وبالنظر إلى جائحة كورونا التي انتشرت على المستوى العالمي وتخطت الحدود الجغرافية والقومية للدول فقد نتج عنها انعكاسات ايجابية وسلبية من منظور الفاعلين الاجتماعين، ولعل السلاح المعتمد اليوم في مواجهة تداعياتها السلبية وما خلفته من ذعر مستشري (نقص الإمدادات على عدد من القطاعات الحيوية، تعطيل المصانع والخدمات اللوجستية والمرافق الحيوية، عنه نقص في المواد الغذائية الأساسية بسبب التهافت واللهطة عليها…الخ) هو الحجر الصحي المنزلي بشكل إرادي وفي أحيان أخري قسري، وإتباع تعليمات الحكومة وإرشاداتها عبر ما تبثه وسائل الإعلام، وذلك باعتبارها المأوي الأمن لحمايتهم من الفيروس المخيف، وهو ما نادت إليه وسائل الإعلام والمجتمع المدني عامة، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي عبر نشر هاشتاغ ”خليك فدارك”، والملاحظ أنه قد خلق وعيا جمعيا ضده لتتحقق بذلك القاعدة الشهيرة في السوسيولوجيا التي تعتبر أنّ العدو المشترك يعزّز ولاءَ المجموعة، ويخلق وعيًا جماعيًا جديدًا. وتوازيا مع ذلك وبعدما أعلنت السلطات الأمنية حالة الطوارئ الصحية، انقسم المجتمع المغربي بأفراده لفئات ثلاثة؛ الأولى مضطرة بالالتزام بتعليمات السلطات الأمنية والخروج من المنزل يكون للضرورة القصوى لقضاء بعض الحاجيات الضرورية، والثانية تضم العديد من عامة الشعب الملتزمين في بيوتهم ويعانون في صمت رهيب بهدف تجاوز الجائحة بسرعة، ولكن بالمقابل هنالك الكثير من الأشخاص المتمردين على الحجر الصحي وحالة الطوارئ، وعدم الانصياع إليها، حيث أنهم يخرجون تحت مبررات مختلفة، ودليل ذلك ما تم نشره مثلا من صور وفيديوهات لأشخاص متكتلين في مجموعات دون أدنى احترام لمسافة الأمان، سواء تعلق الأمر بالتهافت من أجل اقتناء المواد الغذائية كتصرف يعكس الأنانية والفردانية، أو في وسائل النقل العمومية، أو حتى الاستمرار في نشاط بعض المقاهي التي تبيع مشروباتها بشكل سري..
هكذا يتبين لنا في الواقع أن هناك تعبيرات ظاهرية وباطنية لردة فعل سلبية مساومة ومستخفة لحالة الطوارئ والتدابير الاحترازية بما فيها من حجر صحي، بل أحيانا تكون هذه المقاومة شرسة تكشف النقاب عن درجة تقبل التغير الموجود في البناء الاجتماعي الذي يفرض الحجر الصحي على الفاعلين الاجتماعين كاشفاً أيضا عن عن حساسيتهم تجاهه؛ ففي وقت انخراط بعض الأفراد بشكل واعي وبدرجات متفاوتة في الحجر الصحي وقبولهم أن يعتقلوا دواتهم في منازلهم، يتضح لنا بشكل جلي وجود عدم التزام وردة فعل غير واعية وغوغائية طبعها خرق تعليمات السلطات ومقاومة للحجر الصحي، ويمكن أن نقدم بعض من الأمثلة لهذه الاستجابة السلبية واللامبالاة في بعض الأحياء الشعبية لبعض الشباب الذين يتعاطون للمخدرات، وكذلك نجد فيها الصغار والكبار يتسكعون في الشوارع حيث البعض منهم يتمثل وثيقة الخروج بمثابة رخصة تحميه من الأخطار والبعض من المشتغلين في القطاع غير المهيكل المتضررين يشرعنون خروجهم للبحث عن القوت اليومي ولأسباب مادية أخري، وعليه يجوز لنا في ضوء تحديدنا لبعض من مواقف الفاعلين أن نقول بأن الانضباط للحجر الصحي بشكل جيد رهين بتوفر رأسمال اقتصادي مهم.
يبدو لنا كذلك على أن المجتمع المغربي بذهنيته الثقافية غير متعود على حالة الطوارئ التي فرضتها الظروف السياقية الراهنة،
بهذا المعني يتبين لنا أهمية البعد الاقتصادي كعامل من العوامل المحددة للانضباط للتدابير الوقائية والحجر الصحي من عدمه لكن يجب أن لا نقلل من أهمية الموروث الثقافي الماضوي الذي يتغلغل في تركيبتنا الاجتماعية وربما بطريقة أو بآخرى في تقديرنا يعد مصدراً أساسياً من مصادر مساومة ومقاومة أفراد المجتمع للأشياء الجديدة والتكيف معها فضلا عن بعض التصورات الجمعية لأفراد المجتمع في ما درجوا عليه واعتادوا عليه من سلوكيات، مواقف، عادات وقيم معينة كعناصر الثقافة اللامادية، ويجسد في نظرنا بعض رجال الدين والفقهاء مثالا حيا على تلك الثقافة المضادة للتغير الاجتماعي الذي حدث في المجتمع المغربي الذي تترجمه المسيرات بالشمال وطنجة وبعض المدن المغربية كفاس التي كانت مؤطَرةٌ من قبل أتباع “السلفية” في الليل من أجل التكبير، فالتهليل وترديد اللطيف، مطالبين من الله أن يرفع بلاء وباء كورونا عنهم، وعليه اعتبروا أن الابتهال إلى الله كاف، وأن الحياة يجب أن تستمر بصورة عادية، ولعل ذلك يرجع من جهة للمصالح الذاتية لفئة من المتدينين الذين يجابهون التغير الاجتماعي بالمعارضة كلما تهددت بعض مصالحهم، وهنا يمكن لنا الاستناد لفكرة وليام أوجبرن التي يؤكد فيها بأن هناك مقاومة أصحاب المصالح الذاتية للتغير، وذلك حرصا على امتيازاتهم[5]، ومن جهة أخري تمثلاتهم للوباء كعقاب من الله على العاصين له.
يبدو لنا كذلك على أن المجتمع المغربي بذهنيته الثقافية غير متعود على حالة الطوارئ التي فرضتها الظروف السياقية الراهنة، ولذلك نجده في أحيان كثيرة لا يحسن التعامل مع الإجراءات المترتبة عنها، وقد أشار الباحث السوسيولوجي عبد الهادي أعراب على أن الأفراد يقاومون بدورهم نفسيا، كل تغير يصدمهم بخيارات جديدة يبدو فيها التغير مقلقا ومزعجا. إنه تعبير عن الخوف مما هو مجهول، خوف من مجابهة الفشل لنمط حياة لم يألفوها أو لم يستعدوا لها كفاية[6].
وبالنظر إلى كون الأفراد كائنات اجتماعية تعيش وسط جماعات تكتنفه عادات وتقاليد وموروث ثقافي فقد ترسخت لدى بعضهم قناعات وتمثلات اجتماعية خاصة في الأوساط القروية من قبيل أن لديهم مناعة قوية تحصنهم من الفيروس، والبعض من الأفراد يزورون عائلتهم المقربة ويتصافحون معهم ويعبرون بشكل صريح بأنه لن يصيبهم إلا الخير وما كتب الله لهم كقضاء وقدر في الإشارة إلى الميتافزيقي والإدراك المتعالي، وغير مبالين لما قد تفضي إليه سلوكياتهم من المساس بصحتهم وصحة الأفراد المحيطين بهم، وهنا جدير بالذكر بأن ثقافتهم التقليدية القائمة على العادات والقيم بوجه عام لا تسعف في الانضباط لتعاليم السلطات المحلية والخضوع للحجر الصحي، ومن خلال ملاحظات استطلاعية في الواقع يتبين بالملموس خروج بعض الأفراد في بعض الأحداث كالجنازات من أجل المواساة والتضامن مع أهل الميت وفي أعياد الميلاد لتهنئة عائلة المولود الجديد خاصة من طرف كبار السن الذين خرقوا الإرشادات التي تقر بضرورة البقاء في المنزل، وهذا يميط اللثام عن وجود عدم التمييز بين الواجب والمستحب، ضاربين بالقرارات الحكومية المنصوص عليها لمواجهة هذا الوباء عرض الحائط وترك بعض الأفراد الواجب والتمسك بالمستحب من عادات وأعراف تحيل للثبات وتقاوم التغير المنشود الذي يبتغي الخروج من أزمة جائحة كورونا، وتوضح بجلاء الإيديولوجية المحافظة التي تتبنى فلسفة تقديس القديم والتقليد كنمط فكري أعمق من مجرد الاحتفاظ بالعادات والقيم، إذ أنه تنشئة اجتماعية وثقافة قائمة الأركان يتم نقلها عبر الأجيال، تمنحه قوة مقاومة ثابتة بعدما استطاع أن يتبلور في أشكال صلبة عنيدة، فصار ذهنية تمتد في كل أشكال الفعل والسلوك حسب تعبير الباحث السوسيولوجي عبد الهادي أعراب[7]، وتوازيا مع ذلك لا ننسي أن العقلية المغربية مهجنة وتفتقر في أحيان كثيرة للحركية الكفيلة للتعامل بشكل واعي وعقلاني مع الأحداث المستجدة بداعي مرجعيتها الماضوية وتشكيكها في العلم وتبجل التقاليد الموروثة وتميل للطب الشعبي في الغالب، وكأننا وكما يقول عبد الهادي أعراب نرزح تحت ثقل التاريخ ويجثم هذا الأخير بقوة على الحاضر، حيث تلعب الطقوس والتقاليد دورا حاسما في تقديس الماضي وتمجيده وتأبيده[8].
في المحصلة، يمكننا القول على أن وباء كورونا الجديد هو وباء مجتمعي بامتياز ينقله المجتمع وينشره الجهل وعدم الالتزام والتمرد على تعليمات السلطات الأمنية، ويقضى عليه بالوعي الصحي الذي يترجم من خلاله الفـرد الظروف الصحية التي تحيط به إلى سلوكیات سلیمة في مواقفه الحیاتیة التي یتعرض لها والتـي مـن خلالهـا يستطیع المحافظة على صحته فـي حـدود الإمكانیـات المتاحـة بالإضافة للتعبئة الشاملة لجميع المواطنين بغية الخروج بأقل الخسائر من ناحية عدد المصابين ولا حتى من الناحية الاقتصادية والحد من تفشي الوباء الابديمولوجي، وعليه فالالتزام يعكس إدراك الأفراد بخطورة الوباء الذي يهدد وجودهم الفردي والجماعي.
إن مسألة التزام الفاعلين الاجتماعين بالحجر الصحي والامتثال لحالة الطوارئ الصحية من عدمه يتجاوز في تقديرنا مساعدة الدولة المادية والرفع من معنويات الشرائح الاجتماعية العريضة التي تعيش فقرا وهشاشة متعددة الأبعاد عبر إعفائها من فواتير الماء والكهرباء، أو حتى توزيع المواد الغذائية في الأحياء الشعبية خاصة في هوامش المدن والقرى النائية، إلى ما هو ثقافي يعود بالأساس للذهنية الثقافية المترسخة عند الناس وتبات العادات والتقاليد، فضلا عن ضعف استيعاب وتقبل الفرد للضوابط الجديدة والمحافظة على البناء الأسري المتعلق بالأسر الممتدة، فضلا عن التمثلات الاجتماعية كمتغيرات مهمة لا يجب أن نغفل أهميتها، حيث تلعب دورا هاما في الرضوخ للتعليمات والقرارات الحكومية التي اتخذتها الدولة المغربية من أجل المحافظة على سلامة مواطنيها ومن تم عرقلة النجاح في التصدي لوباء كوفيد 19.
الهوامش:
[1] – مأمون طربيه، علم الاجتماع في الحياة اليومية: قراءة سوسيولوجية معاصرة لوقائع معاشة. دار المعرفة-بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 2011، ص 5.
[2] – ولد في 1 يناير 1951 في ليفالوا بيريت ، وهو عالم اجتماع فرنسي ، متقاعد الآن من CNRS. كرس حياته المهنية لمواضيع تتعلق بالشباب والمراهقة والأسرة. تتم دعوته بانتظام في وسائل الإعلام للتحدث عن العلاقات بين الأطفال وأولياء أمورهم أو أجدادهم. وهو كاتب العديد من المنصات الصحفية.
[3] – Michel Fize, Le sociologue et le coronavirus, revue politique et parlementaire, 25 mars 2020.
[4] – Amandine Oullion, « Soraya Boudia et Emmanuel Henry (dir.), La mondialisation des risques », Lectures [En ligne], Les comptes rendus, 2015, mis en ligne le 07 décembre 2015, consulté le 05 avril 2020. URL : http://journals.openedition.org/lectures/19641
[5] – ضامر وليد عبد الرحمن، “إشكالية التغيير الاجتماعي المعاصر من خلال مقاربة لنظرية التخلف الثقافي لوليام اوكبرن” منشورات كلية العلوم الانسانية والاجتماعية- جامعة حسيبة بن على. الشلف.
[6] – عبد الهادي أعراب، سوسيولوجيا التغير الاجتماعي تساؤلات واستنتاجات حول المغرب، مقاربات للنشر والصناعات الثقافية، 2019، ص 104.
[7] – عبد الهادي أعراب، “إشكالية التغير الاجتماعي بالمغرب. تساؤلات واستنتاجات أولية، منشورات مختبر التاريخ والعلم والمجتمع، كلية الآداب والعلوم الإنسانية-الجديدة،ص5 .
[8] – عبد الهادي أعراب، المرجع نفسه، ص 108.