غدا يوم فالنتاين. كخدمة اجتماعية أود أن أذكّر قراء مجلة Foreign Policy بالتبصرات التي تزود بها نظرية العلاقات الدولية الواقعين في الحب.
لنبدأ، أي علاقة رومانسية هي جوهريا تحالف، والتحالف هو مفهوم محوري في العلاقات الدولية. التحالفات تجلب منافع متعددة لأعضاء التحالف (ولو كان غير ذلك لما شكلوا هذه التحالفات أصلا) ولكن كما نعرف أيضا، هذه التحالفات تعكس شغفا لاعقلانيا يحد من استقلالية أعضاء التحالف. يعتقد كثير من منظري العلاقات الدولية أن مأسسة التحالفات يجعالها أكثر فاعلية وديمومة، ولكن هذا أيضا يفسر أن جعل العلاقات العاطفية أكثر رسمية، يعتبر خطوة هامة يجب أن تُمحّص بدقة.
بالطبع، لقد حذّر أيضا منظرو العلاقات الدولية من أن المتحالفين قد يواجهون خطرين متوائمين هما “التخلي” و “الانحباس”: كلما خفنا أكثر من أن يتخلي حلفائنا عنا عند وقوع الواقعة(التخلي)، كلما كنا أكثر ميولا الى السماح لهم بسحبنا نحو التزامات لم نكن نتوقعها في بداية الأمر(الانحباس). عندما تجد نفسك حاضرا ببسالة في احتفال جمع شمل طلاب مدرسة صديقك الثانوية، أو مسافرا الى أصهارك كل سنة عند كل عيد شكر، ستدرك ماذا أعني.
حاجج الواقعيون لوقت طويل بأن الأنظمة ثنائية الأقطاب هي الأكثر استقرار. لذا، ان كنتم أيها العاشقون تفكرون باضافة شريك أساسي آخر الى نظامكم، أرجو منكم أن تعيدوا النظر. فمعظمنا في نهاية المطاف سيدرك ان محاولة التعامل مع العلاقات العاطفية في اطار نظام متعدد الأقطاب سيؤدي عادة الى نشوب أزمات، وأحيانا الى حروب مفتوحة.
تخبرنا نظرية العلاقات الدولية أيضا أن التحولات في موازين القوى خطيرة. هناك تحذير شديد الوضوح بأن: العلاقات أكثر عرضة للمشاكل عندما تتغير منزلة أحد الشريكين أو قوته بسرعة. اذا، هذه الترقية الكبيرة في الوظيفة التي احتفلتم كلاكما بها قد تكون ايجابية، ولكنها أيضا قد تبدل من التوقعات وتفرض عليك أنت وشريكك أن تقوما بتسويات جدّية. الأمر ذاته ينطبق على الحالة التي يُطرد فيها أحدكما من عمله. خلاصة الموضوع: الكثير من الصبر والحب لازمان من أجل تخطي تحول كبير في موازين القوى ضمن علاقة ما.
حتى أفضل العلاقات فيها لحظات تعثّر، بالطبع، لأن الأشخاص الذين يحبون بعضهم بعمق يمكن أن يعانوا من مشاكل في تحديد مراد الشخص الآخر أو السبب الكامن وراء تصرفه بشكل معيّن. كتب منظرو العلاقات الدولية كتابات عديدة عن سوء الفهم، ومن الجيد أن نبقي بعض لفتتاهم في أذهاننا. نميل الى تصور أن أفعالنا مقيدة بالظروف التي نعيش فيها، بينما نفسر تصرفات الآخرين بصفاتهم الذاتية ورغباتهم الشخصية. “أفعل هذا لأني مجبر عليه، بينما يفعل هو/هي هذا بهذه الطريقة لأنه على ما هو عليه”. هذا النوع من التحيّز الادراكي وصفة فعالة لاشعال النزاعات، الأمر الذي لطالما حذّر منه منظرو العلاقات الدولية. يحدث خلاف بسيط، فاذا بمحاولة كل شخص للدفاع عن موقفه الذاتي تُخَيّل الى الشخص الآخر وكأنها هجوم عنيف وغير مبرر. من هنا نكتشف مفهوما محوريا أخر في العلاقات الدولية: “التصعيد”.
آمل أن يكون بعض القراء الآن يهزون برؤوسهم وفاقا على ما أقول.
الأمر الذي يجلبني الى مفهوم مساعد في العلاقات الدولية: “الترضية”. لقد تم الاساءة الى هذا الاصطلاح في ميونيخ، ولكنه يبقى استراتيجية مهمة للمحافظة على أي علاقة رومانسية. وان كنتم لا تصدقوني، فاسألوا زوجتي، التي أجبرتني على وضع هذه الفقرة في المقال.
اذا ربما تعلّم بعض نظريات العلاقات الدولية قد يساعد في الحياة العاطفية/الحبيّة. ان كان الأمر كذلك، وكنت محظوظا بما فيه الكفاية لتجد الشخص المناسب، لربما قد تقرر أن تمأسس العلاقة تلك عبر الزواج. (هذا على افتراض أنك مستقيم، بالطبع، أو محظوظا بما فيه الكفاية كي تعيش في جزء من العالم حيث حقوق الشواذ في الزواج معترف بها). عندها يمكنكما أنتما الاثنان أن تستثمرا ثرواتكما وتوسعا من شبكة تحالفكم الخاصة، عبر الحصول على الأولاد، اما بالطريقة التقليدية أو عبر التبني. ان فعلتما ذلك، فسوف تتعلمان مفاهيم جديدة في العلاقات الدولية، كالردع والاكراه وتكتيكات السلام والافراط في الالتزام. هذا طقم جديد من المشاكل، ولربما سأنتظر عيد الأب لأكتب عنها.