يفتخر (الإسلام السني) بالكفاءة المنهجية لعلم الحديث، ويزعم أنه توصل به إلى تمييز ما صح من الأخبار المنسوبة إلى النبي (ص)، فلا خوف إذن على من اتخذها دينا، وجعلها تفسيرا وبيانا لكتاب الله.
وهنا سؤالان: هل تحقق هذا العلم فعلا بكل الشروط المنهجية التي تجعل من حكمه بصحة الخبر حكما مطابقا للواقع، أم أن الصحة فيه هي مجرد اصطلاح طائفي، فيكون الصحيح عندهم ليس بالضرورة صحيحا صحة حقيقية؟
السؤال الثاني: ماذا لو أثبتنا أن أصح ما صح عندكم فيه ما يستحيل أن يصدر عن النبي (ص)؟
جوابا على السؤال الأول نقول: (الإسلام السني) يزعم أن علماء الحديث لهم قدرة خارقة على معرفة الراوي المؤمن والراوي المنافق، فالأول هو الذي يحكمون بعدالته ويقبلون روايته، أما الثاني فرواياته مكشوفة مردودة، ومحاولته لتلويث الدين بالأكاذيب محاولة فاشلة قطعا؟
وهذه مقدمة اعتقادية وليست مقدمة علمية، فلا أحد باتفاق المسلمين له هذه القدرة إلا الذي يطلع على القلوب، وهو الله تعالى، ولهذا يكون الحكم بصحة الحديث مسَلما عند من وافقهم على هذا الاعتقاد الأسطوري، ولا يستطيعون إلزام مخالفيهم بتسليمه.
لكن الأدهى في هذا المنهج هو التعميم المجاني للعدالة في جيل الصحابة، زعما منهم أن الله هو الذي عدلهم، والرسول (ص) هو الذي زكاهم.
وهذه أعظم فرية في (الإسلام السني)، فلا الله عدل كل الصحابة، ولا الرسول زكاهم، والأدلة على ذلك كثيرة، وأعظمها سنن الله التي لن تجد لها تبديلا، ولن تجد لها تحويلا، وسنحاكم هذه الفرية إلى سُنتين إلهيتين: سنة تقع في حياة النبي، وسنة تقع بعد موته، والسنتان معا تبطلان عقيدة نزاهة الصحابة التي لا غبار عليها.
أما السنة الأولى فإن الله يخبر عنها باعتبارها سنة مطردة لا تتخلف، ثم يبين تحققها في تجربة نبينا محمد (ص)، فأما حكايتها باعتبارها قانونا تاريخيا فذكرت صراحة في [الحج: 52-54]: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ….}
نتيجةَ تفاعل هذه العناصر التاريخية ينقسم المجتمع المُمتحن قسمة ثلاثية: أصحاب القلوب المريضة، وأصحاب القلوب القاسية، وأصحاب القلوب المخبتة الخاشعة المطمئنة.
ولهذا ينقسم الناس يوم القيامة إلى ثلاثة: قسم يدخل الجنة وهو معروف، وقسمان يدخلان النار تابع ومتبوع {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا: لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا} [البقرة: 166-167]
فالمتبوعون هم أصحاب القلوب القاسية، وهم السادة والكبراء والملأ من القوم (النخبة)، والتابعون هم أصحاب القلوب المريضة، الذين استجابوا لأولئك الشياطين ومالؤوهم، والآيات في هذا كثيرة جدا.
ماذا عن تجربة محمد صلى الله عليه وسلم؟
في القرآن الواصف للمجتمع المكي يشير الله إلى خصوم نبيه بالقول: {وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا، كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [المدثر: 31]
وفي القرآن المدني يعيد الله تقسيم المجتمع تقسيما ثلاثيا كما نجد في مقدمة سورة البقرة: المتقون، والكافرون وهم شياطين النفاق الذين {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، والقسم الثالث هم أتباعهم، وهم الذين في قلوبهم مرض.
و القسمة نفسها تؤكدها آيات نزلت في قصة الخندق: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا، وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 11-12]
وهذه النتيجة ثابتة باستقراء القرآن، وتفسير (الذين في قلوبهم مرض) بالمنافقين من الأخطاء الشائعة، وهذه القسمة الثلاثية هي المذكورة في سورة الفاتحة التي تعتبر الموجز المعادل للقرآن العظيم.
سنن الله تأبى تعميم العدالة في قرن الصحابة (1)
سنة الله التي لا تتخلف أبدا أن أي أمة امتحنها الله برسول تنقسم إلى ثلاثة: القاسية قلوبهم، وهم النخبة المتضررة مصالحها من دعوة النبي؛ الذين في قلوبهم مرض، وهم الجماهير المستضعفة التي استجابت لدعايتهم المضادة؛ وأصحاب القلوب المخبتة الخاشعة لربها، وهم الذين حرّرهم العلم [الحج: 52-54].
وقد بينا أن هذه القسمة الثلاثية وُجدت في المرحلة المكية والمرحلة المدنية، والفرق بين المرحلتين هو فرق في النسبة لا في حقيقة هذه السنة، أي أن النبي والذين معه كانوا مستضعفين في المرحلة الأولى، ثم صاروا مستخلفين في الثانية، ومن تدبر سورة التوبة وهي من آخر ما نزل سيفهم ما قررناه.
وعلاقة هذه السنة الإلهية بموضوع عدالة الصحابة واضحة، وهي أن الذين سماهم الناس أصحاب محمد (ص) كانوا منقسمين وفق هذه السنة، أما الذي يتحدث عن مجتمع نبوي استثنائي كل من فيه مؤمنون عدول مستأمنون على الدين فإنما يتحدث عن مجتمع أسطوري لا وجود له في التاريخ الذي وقع، وهو بهذا يُكذب سُنة الله الماضية ليثبت سنة مفتراة، لا وجود لها إلا في مخياله الطائفي.
قالوا: حتى وإن وجد المنافقون فقد كانوا قلة، ضربت عليهم الذلة، وإن الرسول (ص) قد أخبر حذيفة بن اليمان بأسمائهم.
ولا يقول هذا إلا مدلس أو جاهل لا يقرأ في القرآن ما قاساه المسلمون من مكر المنافقين، ولو كان النبي (ص) يعرفهم جميعا لما وقع في كمينهم في طريق العودة من تبوك حتى كادوا أن يلقوه في جرف قاتل {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [التوبة: 74] ، ويومها حقق فاكتشف (ص) أسماء فريق الاغتيال أو بعضَها، وهي التي كانت في علم حذيفة، وتلك هي المناسبة التي قال فيها النبي (ص): “فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا” [رواه مسلم]
ولما عاد إلى المدينة نزل عليه (ص) قوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ، وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة: 101]
ولم يُسم الله سهم المؤلفة قلوبهم إلا لمواجهة خطر النفاق المتعاظم مع اتساع نطاق الإسلام، وقد ظل النبي (ص) يُخرجه إلى آخر حياته، فأين القلة والذلة المزعومة في حق المنافقين، وأين لوائحهم الوهمية.
حسبكم ما حصل بعد وفاة النبي (ص) لتتأكدوا من فرية (عدالة الصحابة المطلقة)، وإليكم ما روي عن عائشة أم المؤمنين في هذه المناسبة، فقد أخرج ابن أبي شيبة وغيره أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَنَزَلَ بِأَبِي بَكْرٍ مَا لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ لَهَاضَهَا, اشْرَأَبَّ النِّفَاقُ بِالْمَدِينَةِ, وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ…»
فمن أين خرجت عاصفة النفاق العاتية هذه؟ وكيف وقعت ردة العرب؟
يقول من أعمتهم العقائد الطائفية الموروثة: كيف تستشهد بالسنة وأنت لا تؤمن بها، وتريد هدمها؟!
وجوابي: السنة التي أريد أن أهدمها هي السنة التي لم تكن أبدا، وإنما اصطنعها العقل الطائفي وجعلها ضرة للقرآن، وأما السنة النبوية الحقيقية فقد بينت بالأدلة من القرآن ومن التاريخ أنها حكمة وقتية.
أما أخبار النبي (ص) – حتى المكذوبة – هي جزء من التاريخ الموروث، والتراث بكل ما فيه من مقبول ومرذول، من صدق وكذب، من حقيقة وأسطورة، ثمين بالنسبة إلي، ولا أدعو إلى التفريط في خبر واحد منه، لكنني أريد أن أمتلكه لا أن يمتلكني، وأن أستعمله لا أن يستعملني، انطلاقا من بصيرة قرآنية بقدر ما يسمح به الزمان، والله المستعان.
سنن الله تأبى تعميم العدالة في قرن الصحابة (2)
السنة الإلهية الثانية التي تكشف لنا حقيقة عدالة الصحابة هي سنة الاختلاف بعد الأنبياء، أي بعد قيام الحجة ووضوح المحجة. القرآن يؤكد في مواضع شتى أن السبب الوحيد لهذا الاختلاف هو البغي، أي الصراع من أجل الحكم، وليس كما زعم (الإسلام السني) أن اختلاف الصحابة كان عن اجتهاد، فجعلوا البغاة كأهل الحق.
في كل التجارب النبوية الواقعة بين نوح ومحمد عليهما السلام لم تتخلف هذه السنة: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ، كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ. وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [الشورى: 13-14]
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ، وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ، وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ، وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} [البقرة: 253]
وهذا ما وقع لبني إسرائيل: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ، وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ، وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: 19]
{وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ، وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ. وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ، فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [الجاثية: 16-17]
وهذه السنة لا تستثني هذه الأمة: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ، وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران: 104-106]
إذن البغي هو الذي أسس الاختلاف الذي ابتدأ زمن الصحابة ولم ينته إلى اليوم، وهؤلاء المختلفون المؤسسون منهم من تبيضّ وجوههم يوم القيامة لأنهم حافظوا على العهد، ومنهم من تسود وجوههم لأنهم خانوا.
نعم يختلف حال الأسلاف عن الأخلاف، الأسلاف كانوا على علم بحقيقة ما وقع، لكن الخلف يرثون ذلك الاختلاف في صورة أديان مزخرفة، فيصير كل حزب بما لديهم فرحون، لكنهم إذا راجعوا كتاب الله وجدوه يخالف ما ورثوه، فيقع لهم الشك في دلالاته لحسن ظنهم بآبائهم، وهذا القانون المتمم هو الذي بينه الله في قوله: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ، وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [الشورى: 14] فهم لا يرون كتاب ربهم إلا حَمّال أوجُهٍ، الظن فيه أكثر من اليقين.
وقد روي عن النبي (ص) أنه قال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُرْفَعَنَّ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْوَامٌ مِمَّنْ صَحِبَنِي، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَعَرَفْتُهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي، فَيَقُولُ: «إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ» [الحديث مخرج في دواوين الحديث المشهورة واللفظ لنعيم بن حماد في كتاب الفتن]
هكذا تتفق سنة الابتلاء بالرسول مع سنة الاختلاف بعد الرسول على إبطال تعميم العدالة في طبقة الصحابة.
وأما قولهم إن نقل الدين يستلزم تعديل كل الصحابة، فهذا قول متهافت، لأن القرآن وصلنا بالتواتر، وميزة التواتر أنه غير مشروط بعدالة جميع الناقلين، ووجود كفار وفاسقين ضمن الرواة يعزز التواتر ولا يضره.