تتمة …
يرى الديانيون أن النهوض بأوضاع المجتمعات الإسلامية على مقتضى القيم الإسلامية، يتطلب من الفاعل الديني اقتحام مجال تدبير الشأن العام لهذه المجتمعات، على اعتبار أن هذا المجال أضحى اليوم مفصولا عن القيم الدينية، نتيجة إخراج الدين من موقع الحياة العامة وإحلال القيم والتراتيب الغربية العلمانية محله، الذي خلفه الغزو الغربي الثقافي والعسكري، فضلا عن إسهام الفاعلين العلمانيين العرب، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى الإخلال بمبدأ الشمولية الذي تقوم عليه الممارسة الدينية.
وبناء عليه، انتهج الديانيون – من أجل تحقيق هذا المطلب – طريق الاستيلاء على التدبير السياسي، أو قل التمكن من الرياسة السياسية، اعتقادا منهم بأن الوصول إلى السلطة والتحكم بمقاليد الحكم، هو السبيل الوحيد الذي بمقدوره أن يمكن من إعادة بناء المجتمع على مقتضى القيم الدينية والأحكام الشرعية المنزلة[1]…