هومي بابا هو ثالث أقطاب النظرية ما بعد الكولونيالية، ولد في عام 1949 في بومباي بالهند . درس في جامعة بومباي، ثم سافر إلى لندن حيث حصل على دبلوم الأستاذية في الإنجليزية والفلسفة من جامعة أوكسفورد. درس الإنجليزية في جامعة سوسكس منذ عام 1974 إلى عام 1994، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يشغل فيها اليوم منصب بروفيسور الأدب الإنجليزي والأمريكي في جامعة هارفارد منذ عام 2001 .[1] وهو أيضا “أستاذ الأدب الإنجليزي والفن في جامعة شيكاغو، وعضو الهيئة الاستشارية في معهد الفن المعاصر، وعضو هيئة المدراء في المعهد الدولي للفنون البصرية، وكلتاهما في لندن.
بابا الأستاذ الزائر في عدد من الجامعات الدولية، والموصوف بأنه واحد من بين العشرين مفكرا الأبرز في حقبتنا هذه، هو مؤلف كتاب : “موقع الثقافة (روتلدج 1994)” الذي أثار ضجة في الغرب بعد صدوره وكتاب “محرر الأمة والسرد (روتلدج 1990)”، وكلاهما كان له نفوذ واسع ودور رفيع في تحديد ما تعنيه الدراسات الكولونيالية والثقافية، وفي رسم آفاق النظرية المعاصرة، مما يقتضي من القارئ أن يستنهض كل الطاقة على الفهم والاستمتاع”[2] . يعتبره العديد من النقاد والدارسين الغربيين والعرب على حد سواء؛ المؤسسَ الفعليَّ-بالإضافة إلى إدوارد سعيد وسبيفاك- والمنظر الثاني لخطاب ونظرية ما بعد الكولونيالية، بوصفها مجالاً معرفياً جديداً يبحث ويشرح ويحلل مبادئَ وأبجدياتِ ومنطلقاتِ الخطابِ الاستعماري من منظور أقلوي هامشي.
قرأ هومي بابا أفكارَ إدوارد سعيد، ووافــقهُ في بعضها خاصة ما تعلَّــقَ باستغلال الغربِ سلطةَ الخطابِ لفرض سيطرته الثقافية والحضارية على الآخر اللاأوروبي تأثراً بميشيل فوكو، ولكــنَّــه خالــفَــهُ في طبيعة العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر. فإذا كان سعيد يفصلهما فصلا حدِّيَّــا، -وقد سبقه إلى ذلك إيميه سيزار[3] في كتابه (خطاب حول الكولونيالية)؛ حيث جعلهما عالــمَـــــيــن مستـــقـــلِّــيــن، قطعت القوةُ العسكريةُ والقهرُ اللاإنساني أيَّ خطوطِ تواصلٍ محتملةٍ بينهما[4].- فإن بابا يرى إمكانــيَّــةَ تقاطعِ هذيـن العالمَين من خلال مفهومِ الهجنةِ (Hybridity) أو الخلاسية.
لمحة حول كتاب “موقع الثقافة” لهومي بابا
صدر كتابُ “موقع الثقافة” لصاحبه هومي بابا سنة 1994 عن دار النشر Routledge London and New York ، ألفه أثناء تـدريسه اللغةَ الإنجليزيةَ بجامعة سوسكس بإنجلتر، تُــرْجِــمَ إلى اللغةِ العربيةِ بعد مرور عشرْ سنوات ٍمن إصداره، على يد المترجم السوري ثائر ديب سنة 2004، عن المشروع القومي للترجمة. لكنه لم يُــتَــرْجَـمْ إلى اللغةِ الفرنسيةِ إلا بعد ثلاث عشرةَ سنةً عن دار Bayou، خوفا مما تضمنه من فضحٍ مشيــنٍ للثقافة الاستعمارية الفرنكفونية.
يقع الكتاب في أربعمائةٍ وخمسينَ صفحةً يتوزعها مدخلٌ واثنا عشرَ فصلاً، بالإضافة إلى مقدمةِ المؤلفِ التي خَــصَّـها للحديث عن إسهام هومي بابا في المنظور ما بعد الكولونيالي، من خلال فضاءِ الهجنةِ والترجمةِ الثقافيةِ كعنوان لها. عمِل المترجمُ في المقدمةِ على توضيح دلالات وأبعاد قراءة هومي بابا التي اختزلها بقوله:”التورط في المنظور ما بعد الكولونيالية” وفي استدعاء أعمال العديد من الكُــتَّــابِ والمفكرين العالميين، الذين ينتمون إلى ما بعد الحداثة من قبيل جاك ديريدا، وجاك لاكان، وميشيل فوكو، وفيكتور هيكو..
يؤكد بابا في مدخل الكتاب استِــئْــثَــارَ عصرِنا وانشغــالَــه واهتمامَــه بسؤالِ الثقافةِ ومَوْقَــعَــتِــهِ في السياقِ الثقافيِّ العام للمابعد، وذلك بعد أن تأكدَ انشغالُ الإنسانِ بضرورةِ البقاءِ على حساب الفناء. وتحدث في هذا السياق عن مفهوم الـبَـــيْــنِــيَّــةِ أو الفضاءاتِ الخلاليةِ/البَـــيْــنِــيَّــةِ باعتبارها “تفسح المجال لبلورة الاستراتيجيات المتعلقة بالذات والذاتية.. وباعتبارها المكانَ الذي تخضعُ فيه التجاربُ الجمعيةُ وَبَــيْــنْ الذاتيةِ -مما يتعلق بالانتماء إلى أمة –إلى التفاوض”[5]. يطرح بابا في هذا المدخل سؤالَ: كيف تُــشَــكَّــلُ الــذواتُ بَــيْــنِــيّــاً؟ وكيف تصاغ استراتيجياتُ التمثيلِ أو امتلاكِ القوةِ في دعاوَى الجماعاتِ المتنافسةِ حيث يمكن تبادلُ القيمِ؟ ويؤكد أنها أسئلةٌ تؤكدُ لغةَ الأزماتِ الاجتماعيةِ التي تفرضُ نَــفْسَهَــا في العصر الحاضر. لقد اختزل بابا موضوعَ دراستِــهِ ضِمْــنَ هذا المدخلِ في “الإلحاح على تلك الانزياحاتِ الاجتماعيةِ والثقافيةِ العجيبةِ التي تُــمَــثِّـــلُــهَــا موريسون[6] وغوردايمر[7] فيما تَــكْــتُــبَــانِــهِ من قصصٍ غريبةٍ وليس في سيادةِ الثقافاتِ القوميةِ، ولا في كونيةِ الثقافةِ الإنسانية”[8]. لم يفت بابا التذكيرُ بأنَّ “الروايةَ تروجُ لزوالِ المطلقاتِ والخوفِ من عدم تحقيقِ وعودِ الاشتراكيةِ القديمةِ مكانَ الجحيمِ الرأسماليِّ”[9] مستشهداً بروايةِ “محبوبَــة” لتوني موريسون للتأكيد على ذلك، لكونها تدلل على الحدود التاريخيةِ والخطابيةِ للعبودية كموضوعٍ أساسيٍّ عند موريسون ممثلاً في رغبةِ محبوبةَ في الهويةِ.
انتقد بابا في بداية الفصل الأول، اهتمام النظرية النقدية الحديثة بالجانب الشكلي أو بالبـنــيـة العميقة على حساب ما هو إنساني وثقافي، إذ يَــعِـيــبُ عليها انشغالَــهَــا بالتركيب اللغوي واقتصارَهَــا “على زركشةِ الإطارِ الخطابيِّ الذي يَــتَـــوَضَّعُ ضِمْـــنَــهُ موضوعُ البَحْــثِ والتحليل”.[10] لقد غدا مصطلحُ النظريةِ النقديةِ -ودون أن يُـــنَـــظَّـــرَ أو يُنَاقَشَ في أغلب الأحيان- هو الآخرُ بالتعريف، حيث ـيُـــلـــحُّ على مطابقةِ هذه الآخَرِيةِ مع أهواءِ الناقدِ المركزيِّ الأوروبيِّ البعيدِ عن السياسة”.[11] ويرى أنَّ اهتماماتِ النظريةِ الغربيةِ متواطئةٌ بالضرورةِ مع الدورِ الهَــــــيْــمَــنِــيِّ الذي يلعبهُ الغــرْبُ بوصفهِ كـــتــلــةَ قوةٍ، ويخشى أن تكون “لغةُ النظريةِ مجردَ مساورةٍ أخرى من مساوراتِ النخبة الغربية المتميزةِ ثقافياً تُـــقَــدِّمُ من خلالها خطاباً عن الآخرِ يُــعَـــزِّزُ معادلةَ القوةِ المعرفيةِ الخاصةِ بها”.[12] وفي غمرةِ هذه الانتقاداتِ التي كَــالَــهــا للنظريةِ النقديةِ، يُـــقِــرُّ بابا صراحةً “أن موضوعَ اهتمامِهِ هو سيرورةُ التدخلِ إيديولوجيا”[13] معطيا بوصفِ ستيورات هال مثالاً على ذلك، من خلال الدور الذي يلعبه التخييلُ أو التمثيلُ في ممارسةِ السياسةِ.
خَــصَّ بابا الفصلَ الثانيَّ لشرحِ استنطاقِ الهويةِ من خلال فرانز فانون، والامتيازِ ما بعد الكولونيالي كعنوان يوجه شرحَه وتفصيــلَــه في هذه المسألة. بدأ بابا بوصف فرانز فانون باعتباره وكــيــلَ الحقيقة المنتَــهَكَةِ والمتحولةِ التي كان يرغب من خلالها إلى تغيير الإنسان تغييرا كليا، ومثل لذلك بالاغتراب الذي عاشه الجزائريون في بلدهم إبان الاستعمار الفرنسي. يعمل بابا -عبر إسهام فانون ومجهوداته في هذا السياق- أن ينتقد “الميتافيزيقا الغربية عن الإنسان {والتي}جعلت العلاقة الكولونيالية منزاحة. فالحضور الأسود يطلق السرد التمثيلي المتعلق بالمفهوم الغربي عن الشخصية. لأن هذا الحضور الأسود المشدود إلى صورة نمطية غرارة من البدائية والتفسخ”[14] لأن هذا المعطى حسبه سلبي لن يولد تاريخا من التقدم المدني. أما الفصل الثالث الذي عنوانه: السؤال الآخر الصورة النمطية، والتمييز، وخطاب الكولونيالية، فقد سخره لتوجه النقد للخطاب الكولونيالي ولبنياته الثقافية والمعرفية المتحكمة في الترويج لفكرة الهيمنة، والمسؤولة عن الصورة النمطية للشرق من خلال “مفهوم الثبات في البناء الإيديولوجي للآخرية”[15] باعتبارها سمة من سمات الخطاب الكولونيالي. يعتبر بابا صفة الثبات في هذا السياق دالول الاختلاف الثقافي/التاريخي/العرقي، ونمطا متناقضا من أنماط التمثيل الذي يتضمن معنى الصلابة، والنظام الذي لا يتغير. كما يتضمن معنى اختلال النظام، والتفسخ والتكرار الشيطاني. ويؤكد أن ما قيل عن الثبات يقال عن الصورة النمطية “التي تمثل استراتيجيته الخطابية الكبرى، هي شكل من المعرفة وتعيين الهوية يترجح بين ماهو في مكانه على الدوام.. وبين ما ينبغي تكراره على نحو قلق”.[16]
واصل بابا انتقاد الخطاب الكولونيالي وتشريح بنياته في الفصل الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن من خلال التوسل بمفهوم التجاذب والترجمة الثقافية والتنكر والسلطة، والاختلاف الثقافي، والتشتت، والزمن، والسرد، والهامش، والعرق، وتوضيح دلالة المدينة الماكرة في الخطاب الكولونيالي، باعتبارها وسائل استعمارية إخضاعية تعزز الاستعمار، أوضح من خلالها ركائز وأسس الخطاب الاستعماري من جهة، ودافع من خلالها أيضا عن الدول المستعمرة/العالم الثالث، وعن الأقليات الهامشية، والعرقيات المضطهدة، وعن الثقافات الآخرية المهمشة. فيما تحدث في الفصول المتبقية عن الأساس والأنساق اللغوية التي اعتمدها الخطابين الكولونيالي وما بعد الكولونيالي في تحقيق أهدافهما.
قضايا جوهرية عند بابا
الهجنة ترجمة للفضاء الثالث
يشكل مفهوم “الهجنة” أحد المقولات الكبرى التي تنهض بعمل هومي بابا وبمشروعه الثقافي، والذي أكسبه شهرة، وذاع به-إلى جانب مفاهيم أخرى- صيتُ رائعتِــهِ وكتابِـــهِ النقدي “موقع الثقافة” الذي يــمـكــن تصـنـيــفــه ضمن الأعمال المؤسِّسَةِ للنقد الثقافي والخطابِ ما بعد الكولونيالي. يبدو مصطلح الهجنة للوهلة الأولى شارحاً لماهيته باعتباره ذلك التلاقح بين شيئين أو مجموعة أشياء. إلا أن الاستقصاء عنه يضعنا أمام خاصية مؤداها أن الهجنة كمصطلح لا “يشكل حداً ثالثاً يَحُــلُّ التــوتــرَ بين ثقافتين”،[17] كما أنه لا يُسْــتــعـــملُ إلا مقــتــرِنــاً بمصطلحاتٍ ثقيلةٍ أخرى، تجعلُ أمــرَ تحديــده من الصعوبة بمكان، خاصةً إذا تناولناه في سياق الدرس البابوي، حيث تصبحُ فيه الهجنةُ ثقافيةً وسياسيةً وربما أشياءَ أخرى على منوالها.
يعرف بابا الهجنة بقوله:” الهجنة إشكالية تــمــثــيــل وتفــريــد كولونياليين تقــلب مفاعيل الإنكار الاستعماري”[18] ويرى أنها ” حركة ترجمة تُبْقِي أسئلةَ الهوية والانتماء مفتوحة دوما على التفاوض، وعلى أن تطرح من جديد مكانا آخر وزمنا آخر وتغدو سيروارت تكرارية استقصائية لا تعيينات أوامرية ثابتة ومسبقة. إنه فن العيش في الفرجات الخلالية والسطوح البينية، بحيث لا يكون للانفتاح ذلك المعنى السطحي الذي يشير إلى عدم وجود انغلاق وإلى ذوبان الهوية والانتماء، بل يكون له ذلك المعنى الذي ينطوي على المراجعة وإعادة النظر والبناء من جديد في الحاضر الذي يمثل عيشه فنا قائما بذاته. فنا يقيم الفارق بين التكرار واختلاف المماثل من جهة، والتجانس والمجتمع المتجانس من جهة أخرى، وأن هذين المفهومين الآخرين جزء من عتاد تلك الثقافات التي تضطهد الآخرين.”[19] . يعلق المترجم على هذا التعريف بقوله:”ألم نقل إن بابا يسمعنا ما لا نريد سماعه؟”[20]. من هذا المنطلق يؤكد الدكتور خالد زكري[21] في مداخلة له على موقع اليوتيوب(youtube)؛ أن اختيار بابا ولجوءَه واستعانته بمفهوم التهجين، نابعٌ من كون مقاربَـــتِـــهِ لا تندرج في إطار الدراسات التي تــعـــرِّف الذاتَ من خلال إمكانيةِ الاستعرافِ باعتباره شكلا من أشكال المماثلة les dentfication . يقول:” ومن هذا المنظور فالانتماء إلى الأمة هو مسألة مفاوضة تتم في خضم بزوغ الفجوات. لا تندرج مقاربة بابا في إطار الدراسات التي تعرف الذات من خلال إمكانية الاستعراف la reconessance وهو من أشكال المماثلةles dentifecation “[22].
كما يوضح هذا التعريف سبب استناد بابا إلى مفهوم التهجين، يوضح كذلك قضيةً مهمةً ترتبط بمسألة الانتماء، التي تصبح-عنده- مسألةَ مفاوضةٍ تتم بين الحددود والفجوات الموجودة بينها. هذا ما جعل آنيا لومبا تعتــبر “أن استخدامَ هومي المفهوم التهجين كان الأكثر تأثيرا والأكثر إثارة للجدل في الدراسات ما بعد الكولونيالية.”[23]
تجدر الإشارة في هذا السياق، أن بعض النقاد والدارسين أو بالأحرى المترجمين[24] يستعملون مصطلح “الخلاسية” مرادفا لمصطلح الهجنة والفضاء الثالث على السواء، نخص بالذكر هنا مترجمي بعض الدراسات حول مشروع هومي بابا، مثل ما قام به أحمد عثمان الذي يرى أنه “إذا كانت الخلاسية مهمة، فهذا لأنها لا تسمح بالتوصل إلى لحظتين تاريخيتين أصيلتين تتبدى من خلالهما جلياً لحظة ثالثة، بالأحرى الخلاسية بالنسبة لي هي “الفضاء الثالث” الذي يجعل ظهور مواقف أخرى ممكنا . هذا الفضاء الثالث يقوم بالتشويش على التواريخ التي تؤسسه، وينشئ بنى سلطة جديدة ومبادرات سياسية جديدة، تتسلل إلى المعنى المشترك”.[25] كما تجدر الإشارة إلى أن مصطلح الخلاسية أو الهجنة/الفضاء الثالث لا يعني عند بابا ذلك “الخليط القائم بين عنصرين من عناصر الطبيعة المعرفة جيدا”[26]، إنها تشتغل كوسيلة لغض الطرف عن أوامر الخطاب الكولونيالي وخلخلته عبر استدعاء التفاوض، كالتفاوض على الانتماء إلى الأمم والثقافات..والمتولد ككيان/طرف ثالث بين كيانين آخرين في إطار النقاش الجاري حول إشكالية الوحدة والتنوع. بهذا المعنى يصبح بابا ينظر إلى الهجنة لا كنتيجة أو تحصيل حاصل، وإنما ينظر لها-كما الفضاء الثالث- بوصفها تطوراً للمقاومة الثقافية في سياق إثبات الهوية ضمن “حدود الخطاب الديني الكولونيالي الذي يخلق نوعا من التفاوض على السلطة”[27].
ينهي بابا كلامه عن الهجنة التي جعلها أنواعا-سياسية، ثقافية، دينية، اجتماعية-في الفصل السادس باستدعاء مجموعة من النصوص التي تؤكد وتوضح، في الآن ذاته، قلقل المستعمِر وفشل خطابه في تمسيح الهنود وتنصيرهم[28]. مما يعني فشل سياسة الهجنة الاستعمارية في خدمة أهدافها الحقيقة المدسوسة خلف مزاعم التحضير المروج لها.
يبدو أن بابا يبني تصوره حول الخطاب الاستعماري، على رفض التهجين والتطبيع لتفسير نشوء أشكال ثقافية جديدة في عالم التعدد الثقافي، ومعرفة هوية الأقليات في ظل المناخ الثقافي المهيمن على العديد من الحقول المعرفية. وكذلك على رفض العنف بأنواعه وسياسة الاستيلاب والهيمنة التي كانت تتبناه دول الفضاء الأول أو دول العالم الأول، تجاه دول الفضاء الثاني أو ما يعرف بدول العالم الثالث. وهو رفض مبني على الكشف والفضح والانتفاد عبر مفهوم الفضاء الثالث أو الخلاسية أو الهجنة/التهجيين.
- الاختلاف ا لثقافي والتداخل الثقافي:
لطالما اختزل المثقفون والدارسون في الحقل الثقافي، تعريف الثقافة في اقتحام الفضاءات الجديدة لاكتشاف ما بها من اختلاف والتعرف عليه، ومن ثم تُــتاح إمكانية دراسته-الاختلاف- على أنه موضوع يجسد الاختلاف الثقافي الحاصل بين الأمم في الكون، والمترتب عن الاختلافات العرقية والجنسية واللغوية المكونة لشعوبها. من هذا المنطلق يعتبر بابا الاختلاف الثقافي مسرحا للأزمات الاجتماعية ويعطي من خلال كتاب الباحث الهندي سلمان رشدي: “آيات شيطانية”[29] المثال عليه بتحالف النساء السوداوات والنساء الإيرلنديات، رغم اختلاف جمهورهما ثقافيا، ضد إضفاء الصيغة العنصرية على الدين.. وذلك بفعل تماسكهم الاجتماعي.[30] ويرد مفهوم الاختلاف الثقافي عند بابا مرادفا لمفهوم التشابك الثقافي باعتباره قد يَرِدُ بالمعنى الإيجابي أو السلبي، ويُنْتَجُ أدائيا ولا ينبغي أن يُقْرَأَ على أنه انعكاس لخصائص إثنية أو ثقافية متعينة مسبقا ومدونة في لوح التراث المحفوظ.
يأتي حديث بابا عن الاختلاف الثقافي في إطار عنوان كبير خص به الفصل السابع، ربط فيه بين بين الاختلاف الثقافي والتوسع الإمبريالي الذي وصفه بالهراء الكولونيالي، فجاء العنوان قويا في الوصف صاغه كما يلي: الإفصاح عن القديم، الاختلاف الثقافي والهراء الكولونيالي. أوضح بابا في بداية هذا الفصل الحقيقة الكولونيالية التي تصر على التوسع الإمبريالي عبر طرق خفية غير معلنة في الغالب-شبهها بالبوم في صمتها-، كشف عن بعضها من خلال أمثلة ساقها لمجموعة من الكتاب الكولونياليين مثل كونراد في روايته “قلب الظلام”[31] وفورستر في مذكراته “رحلة إلى الهند”. يقول بابا موضحا رأيه حول مسألة الاختلاف الثقافي:” مسألة الاختلاف الثقافي، كما أود أن أصوغها، ليست ما حددته عادلة كويستد بأنه نوع من الصعوبة الأنجلو-هندية، أو مشكلة ناجمة عن التعددية الثقافية، يتمثل الرد الوحيد عليها، برأي عادلة، بمحو وإلغاء التباين الثقافي من خلال نوع من النسبية الأخلاقية”.[32] هكذا ينتقد بابا رؤية عادلة كويستد للاختلاف الثقافي عندما ربطت تحديده بالتعددية الثقافية، لأنه يراه اكتسابا أوتراكما لمعرفة ثقافية إضافية تغني مقتحمَهَا والمتعرفَ عليها. كما ينتقد الأسلوب الذي انتهجته بريطانيا في الهند في كتابة الاختلاف الثقافي، ويصفه “باضطراب النطق في الحاضر الكولونيالي”[33]عن تصوره حول الاختلاف الثقافي باعتباره تصورا ضبابيا منحازا. معطيا بالكيفية التي كانت تحكم بها بريطانيا العظمى المستعمرات الهندية مثالا، يوضح تناقض وازدواجية الخطاب الكولونيالي الإمبريالي والإيديولوجيا الاستعمارية، الناتجة عن شذوذ الاختلاف الثقافي والتباسه ولا يقـــيـــنـــيـــتـــه في الخطاب الكولونيالي.
يرتكز هذا الالتباس في التصور الكولونيالي-حسب بابا- على انزياح الحقيقة بين هجنة صور الحكم وما بعده. وهو انزياح للحقيقة في تعيين الهوية الثقافية، بل هوية الثقافة ذاتها على حد تعبير بابا الذي يرى أن هذا الالتباس يحدث في ” بنية الثقافة بوصفها تعيين هوية حقيقية إنسانية خطابية معينة”.[34] إن المشكلة الآن –عند بابا- هي مشكلة سؤال الثقافة ذاتِها على النحو الذي تُــمَـــثَّـــلُ فيه وتُــــنَــــازَعُ في المحاكاة-لا في الهوية- الكولونيالية للإنسان، لذا نجده في العديد من السياقات يشرح هذا المعطى المتعلق بسؤال الثقافة، ويربطه باستراتيجة الانشطار الثقافي أثناء تمييزه بين سلطة الثقافة التي تقتضي المحاكاة وتعيين الهوية، والسلطة الثقافية التي تكون مترجمة ومتسمة بالانتشار والتباين. يرى بابا أن بين هاتين الاثنتين-يقصد سلطة الثقافة والسلطة الثقافية- “يلعب زمن مفارقة كولونيالية أو تناقض كولونيالي في تلك الأقوال المتناقضة التي تصدر عن قوة الإخضاع”[35] لكنه ينتقد تعطل سلطة الثقافة في القوة الكولونيالية على حساب السلطة الثقافية التي تبرز كآلية من آليات الاستعمار الناعم كما يقول إدوارد سعيد.
يشير بابا إلى أن هذه التشابكات/الاختلافات الثقافية، سواء كانت سلبية أو إيجابية، يمكن أن تكون قائمة على التراضي والإجماع بقدر ما يمكن أن تكون قائمة على الصراع والتجاذب. إنه يحاول أن يشرح الهجنة الثقافية/التشابك الثقافي على أنه ذلك التداخل الحاصل بين الثقافات المختلفة..في تكوين الأقليات،[36] ويستشهد بقولة للفنانة الأمريكية من أصل إفريقي رينيه غرين. ويفسر ذلك بكونها تفكر في الحاجة إلى فهم الاختلاف الثقافي على أنه نتاج للهويات الأقلوية، التي تنشطر وتتنافر فيما بينها وتعري عاداتها في فعل يمفصلها، أسماه فعلَ الترجمةِ الذي يُحَوِّلُهَا إلى نتاجات تنتمي إلى التعددية الثقافية، التي ربط بابا تمايز وتفوق واحدة على نظيراتها، بامتلاك القوة السياسية تأثرا بفوكو في علاقة السلطة بالخطاب.[37] هكذا يأخذ الاختلاف عند بابا تمظهرات عدة مرتبطة أحيانا بما هو ثقافي، أو بما هو سياسي أحيانا أخرى، أو بما هو اجتماعي في أحايين أخرى، فيأخذ كل منها صفته التي تميزه عن غيره من السياقات الكثيرة والمختلفة التي ترد فيها تلك التمظهرات والتجليات. لذلك لا نستغرب عندما نجده يتحدث عن الاختلاف الاجتماعي بقوله: “فالاختلافات الاجتماعية لا تُخْــتَـــبَـــرُ ولا تُــعَــــاشُ من خلال تراث ثقافي مؤصل مسبقا، وإنما هي دواليل انبثاق جماعة يتم تصورها كنوع من المشروع.”[38]
لم يفت بابا في هذا السياق، توضيح الخطاب الثقافي الكولونيالي عبر مجموعة من النصوص لهولهيد، وهوفمان وغيرهما من الكتاب الذين يحللون فيها-النصوص- البنيات الأساسية الخفية المتحكمة في الخطاب الكولونيالي بجميع تمظهراته، وما تتميز به من تناقض أدى بهومي بابا إلى تشبيه المستعِمر بالأوتوماتون[39] لأنهم لا يتحكمون في قرارهم ولا شعورهم، بسبب ما أسماه بورطة الثقافة، التي تنشطر بين البراعة البشرية والفاعلية الخطابية للثقافة الاستعمارية المبنية على الزور والكذب، كأساس للثقافة المحلية التي تكرس الاستعمار عبر الأشخاص المدجنين ثقافيا ودينيا، وعبر العملاء والخونة من الناس المحليين.
نخلص مما سبق أن تصور بابا وتعريفه للاختلاف الثقافي، جاء في سياق انتقاده للخطاب الثقافي الكولونيالي، الذي كان يتأسس آنذاك-ولا يزال- على تبني واحتواء التنوع الثقافي الذي أسعفه على احتواء الآخر والهيمنة عليه، مقابل رفضه للاختلاف الثقافي لكونه يفرض عليه الاعتراف به كمكون مستقل يحضر خصما في مواجهته. كما نستنتج أنه يستدعي الفضاء الاستراتيجي بوصفه أحد استراتيجيات الانشطار، للتدليل على الترجمة الثقافية والهجنة اللذين يلعبان دورا كبيرا عنده في تعيين الهوية الثقافية للمستعمِر والمستعمَر من خلال الفضاء الثالث. لنخلص في النهاية إلى أن استراتيجية التعيين الثقافي والتوجه الخطابي يشكلان مصدرين قويين من مصادر الهوية الثقافية.
- التعدد الثقافي واحتواء الاختلاف الثقافي:
يتحدث بابا عن الاختلاف الثقافي بالمعارضة مع التنوع/التعدد الثقافي وبالعودة إلى مفهومي الهجنة الثقافية والترجمة الثقافية، حيث يرى أن الخطاب الكولونيالي وقع في تناقض كبير عندما قَبِلَ التنوع الثقافي وروج له، في مقابل رفضه للاختلاف الثقافي خوفا من الاعتراف بالآخر الهامشي وثقافته الهامشية.
يؤكد العارف أن بابا يفرق في الفصل الأول المعنون ب”الالتزام يالنظرية”[40] بين الاختلاف الثقافي(cultural difference) والتنوع الثقافي (cultural diversity) ، معتمدا في ذلك على ستورات هال وفرانز فانون[41]. يرى فيه بابا أن التعدد الثقافي في بريطانيا كما لو أنه متحف خيالي، وأن التنوع الثقافي يؤدي إلى التعددية الثقافية( multiculturalism)[42] التي أكد في حواره مع جوناثان روثرفورد بالإنجليزية، أنها تعمل على احتواء الآخر المتنوع لا المختلف، أي أن الثقافة الغربية المهيمنة تعترف بالثقافات الأخرى، غير أنها وأثناء قيامها بذلك تموقعها ضمن شبكتها الخاصة، في إشارة من بابا إلى ما يسميه ب”خلق التعدد الثقافي واحتواء الاختلاف الثقافي”[43]. في هذا السياق يقدم بابا مفهوم الترجمة الثقافية مفهوما بديلا للتعددية الثقافية، وذلك لكونه يقر ويؤكد تساوي الثقافات كلها من حيث كون الثقافة عملية إنتاج الرموز والمعانى والاستعارات التي نحيا بها[44] بغض النظر عن اختلافها واختلاف المعاني، ويؤكد أن إنتاج المعنى هو شكل من أشكال التمثيل الخاضع للبعد السياسي.[45]. يركز بهابها على عنصري الاغتراب والثانوية في بناء الترجمة التي تتميز بموضوعية المعنى المرتبط بالثقافة، وهو ما دفعه إلى الإقرار بأن أي ثقافة لا يمكن أن تكون بعيدة عن الثقافات الأخرى، لأنها نتاج أشكال جوهرية للفعل الترجمي ما دام هناك نزوح للعلامة اللسانية/الدالول اللغوي.[46]
تركيب:
يتضح مما سبق، أن طروحات هومي بابا وأفكاره حول الفضاء الثالث باعتباره مفهوما جوهريا في مشروعه الثقافي وما بعد الكولونيالي، بالإضافة إلى التهجين والترجمة الثقافية والاختلاف الثقافي..، يرافقها شيء من التعقيد في الفهم، وشيء من الصعوبة في الأجرأة والتطبيق، لكن ذلك لن يمنعنا من اختزال بعض هذه الطروحات وتلك الأفكار في رهان بابا على ترويج مفهوم التهجين لا بوصفه ذلك المزج أو الخلط بين ثقافات حكم عليها بالتعايش في فضاء واحد، ولكن باعتباره مفهوما يحيل على مناطق التماس والحدود والمناطق الخلالية والفرجات البينية، أو ما يسميه بابا الموقع الثالث/الفضاء الثالث الذي يُمَكِّنُ الذات من احتلال مواقع مستجِدة، بشكل له علاقة بمسألة السلطة، وهي مواقع جديدة تضع معالم سلطتها موضع منافسة وصراع مع السلطة التي كانت مؤسسة سياسية. وهو بهذا يرفض، من خلال استعمالات وتوظيفات هذه المفاهيم ودلالاتها، هذا الوضع السياسي والثقافي والفكري القائم لأنه يفضي ويقضي بأفضلية الآخر الغربي الذي مارس –ولايزال يمارس-الاستعمار. إن الثقافة من حيث هي نتاج للتلاقي الثقافي، تتشكل عند بابا في علاقتها بالآخر أو -كما سماه – البعد الآخرِي الموجود داخل عملية تكوين الرموز، بالشكل الذي يجعل الثقافة بنية لا مركزية، تأكيداً منه على أن الثقافات إنما توجد داخل حيز التهجين الذي يعتبره بابا ” ذلك الفضاء الثالث الذي يمَكِّن مواقف/مواضع أخرى من البروز”.[47] داخل الحقول الثقافية والاجتماعية والسياسية.
من المفاهيم التي توسل بها بابا وهو يشتغل بمشروعه النقدي/الثقافي، مفهوم التقليد الذي يحمل معه دلالات فلسفية، ويستعمله، ارتباطا بالمحاكاة، استعمالا ثقافيا، حيث تكمن وظيفته في إبراز التشابه مع الحضور والغياب في الوقت نفسه. أما الترجمة فإنه يحددها بالتمفصل مع الثقافة عبر المحاكاة، ويجمعهما في مصطلح الترجمة الثقافية. يلح بابا انطلاقا من الاختلاف الثقافي على التفكير في الإنتاج الثقافي عبر الاختلاف والمغايرة، مع إدراكه تعقد التعايش بين ثقافات مختلفة في الفضاء نفسه. ما جعله يعمق التفكير في العناصر الحدود،[48] التي تشكل موقعا يتيح إمكانية تكوين الاختلاف، انطلاقا من اللحظة التي تبدأ فيها المفاوضة بين ثقافات منتثرة في موقع معين. لذلك يعير بابا اهتماما خاصا للاختلاف الذي نجده متجذرا في التراث الفلسفي المضاد للهجينية. فالاختلاف عند بابا غير قابل للقياس ولا يمكن معالجته من وجهة نظر كونية بسبب نسبيته الثقافية وإيديولوجيته.
بهذه المعطيات وغيرها الكثيرة، يؤكد بابا أن خطاب ما بعد الاستعمار يرفض الجوهرية الثقافية ويرتكز على السيرورة التهجينية ذات الارتباط الوثيق بالاختلاف والترجمة الثقافية. لأنه يجد فيها مرتعا لتمرير أفكاره، وفضاء لممارسة التحضر بمفهومه الاستعماري المطاط.
وبخلاف سبيفاك، يرى بهابها أنّ التابع باستطاعته أن يتكلّم ويمكنه استعادة الصوت الوطني، اعتماداً على سردياته التي هي وسيلة إضفاء المعنى على التاريخ، حيث يوفر السرد ممكنات جديدة كانت خفية في فهم التاريخ. ويمكن أن نوضح هذا الأمر بشكل أكثر بحديثنا عن التابع لدى سبيفاك.
[1] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004، ص.447.
[2] – نفسه.ص.34.
[3] – إيمي سيزير (Aimé Césaire) هو شاعر وكاتب وسياسي فرنسي من المارتينيك ولد في 26 جوان 1913 بباس بوانت بالمارتنيك توفي في 17 أفريل 2008 بفور دو فرانس بعد صراع طويل مع مرض القلب يعتبر إيمي سيزير أحد أبرز وجوه تيار “الزنجية” في الشعر الفرنكوفوني ورموز الحركة المناهضة للاستعمار .
[4] – إدوارد سعيد
[5] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004، ص.43.
[6] – أديبة وكاتبة أمريكية من ذوي البشرة السوداء، من مواليد الطبقة السوداء العاملة، صاحبة رواية:” محبوبة” تعتبر أيقونة الرواية الأفروأمريكية
[7] – كاتبة جنوب أفريقية بيضاء البشرة، تلقب بسيدة الأدب الإفريقي. سخرت قلمها ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا
[8] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004،، ص.60.
[9] – تفسه ص.64.
[10] – نفسه ص.16.
[11] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004، ص.74.
[12] – نفسه.ص.75.
[13] -نفسه.ص.77.
[14] – نفسه ص.107.
[15] -نفسه.ص.145.
[16] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004،.ص.145.
[17] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004، ص.219.
[18]– موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004، ص.220.
[19] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004، ص.18.
[20] -نفسه.ص.18.
[21] – خالد زكري أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، وأستاذ زائر بجامعات ألمانية.
[22] – خالد زكري في مداخلة له ضمن محاضرة على موقع اليوتيوب على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch.?w=sxi2t-5rbiu.
[23] – انيا لومبا :الكولونيالية وما بعدها، ترجمة باسل المسالة، دار التكوين، دمشق-سوريا، ط.1.2013.ص.7 .
[24] – أحمد عثمان على سبيل المثال في مقال المترجم ” دراسات ما بعد الكولونيالية ومفهوم الخلاسية”.
[25] – أحمد عثمان: دراسات ما بعد الكولونيالية ومفهوم الخلاسية، مقال منشور على مجلة الخليج نقلا عن روثفورد 2007. على الرابط التالي: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/b76f313e-4322-42a1-ade9-9a6d6f4018f6
[26] – نفسه.
[27] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004، ص.227.
[28] – نفسه.230/231.
[29] – هومي بابا: موقع الثقافة، تر،ثائر ديب،ص.43.
[30] – تفسه.ص.44.
[31] – اشتهرت هذه الرواية بوصفها خطابا كولونياليا بعد أن رد عليها النيجيري تشينوا أتشيبي في رائعته “أشياء تتداعى” سنة 1958.
[32] – نفسه.ص.241.
[33] -نفسه.242.
[34] – نفسه.ص253.
[35] – موقع الثقافة، هومي،ك،بابا،ترجمة:ثائر ديب، المشروع القومي للترجمة، الطبعة الأولى، 2004، ص.256.
[36] – نفسه.45.
[38] – نفسه.ص.45.
[39] – كلمة تقال لمن يبدو غير قادر على الشعور بالانفعالات. كما تقال آلة، لها شكل بشري خاصة، تتحرك دون أن يسيطر عليها أحد.ص.256.
[40] – كان هذا في الأصل مقالا لبابا، أوضحه فيما بعد في حوار أجراه معه جوناثان روثرفورد بالإنجليزية ص، 218.
[41] – أنظر مدخل كتاب: موقع الثقافة الممتد من الصفحة 41 إلى الصفحة 67.
[42] – مجلة تبين، عدد 13/3، خريف 2010، ص 166.
[43] – نص الحوار المثبت في كتاب jonathan rutherford. « the third cpace . interview with homi bhabha.in jonathan Rutherford. ed.identity.community.cultur.Differnce(London.lawrence
[44] – ورد هذا المصطلح عنوانا لكتاب مشترك بين جورح لايكوف و مارك جونسون.
[45] – مجلة تبين، عدد 13/3، خريف 2010، ص 166.
[46] – نص الحوار المثبت في كتاب jonathan rutherford. « the third cpace . interview with homi bhabha.in jonathan Rutherford. ed.identity.community.cultur.Differnce(London.lawrence.p.210.
[47] – نفسه ص 211.
[48] – خالد زكري في مداخلة له ضمن محاضرة بعنوان: هومي بابا وخطاب ما بعد الكولونيالية، على موقع اليوتيوب على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch.?w=sxi2t-5rbiu